تتعدد عمليات علاج السمنة وتتنوع ما بين الجراحية وغير الجراحية، ويعتمد تحديد الإجراء المناسب على عوامل كثيرة مثل مؤشر كتلة الجسم، الوزن الزائد، الأمراض المزمنة المصاحبة للسمنة، بالإضافة إلى نتائج الفحوصات والتحاليل الطبية.
وعلى الرغم من هذه العوامل الطبية، يبقى السؤال الأكثر تداولاً لدى الكثير من الأشخاص هو: أيهما أفضل لخسارة الوزن بالون المعدة أم الكبسولة الذكية؟
اولاً: عملية بالون المعدة
يعد بالون المعدة من الإجراءات الطبية البسيطة التي تهدف إلى تقليل الشهية والتحكم في كميات الطعام المتناولة، ويتميز بما يلي:
1. مكونات البالون: مصنوع من السيليكون الطبي ويتم إدخاله إلى المعدة عبر المنظار، ثم يُملأ بمحلول طبي معقم ليشغل حيزاً كبيراً من المعدة.
2. آلية عمله: يعمل على إحداث شعور سريع بالامتلاء والشبع بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
3. الفئة المناسبة: يُنصح به للأشخاص الذين يعانون من زيادة وزن بسيطة، أي بمعدل 15 إلى 20 كيلوجرام فقط، أو مؤشر كتلة جسم أقل من 30.
4. طريقة الإجراء: يتم تحت تأثير التخدير الموضعي، ويستغرق حوالي 10 دقائق فقط.
5. مدة البقاء: يبقى البالون في المعدة لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى عام كامل، ثم تتم إزالته بالمنظار.
ثانياً: الكبسولة الذكية (الكبسولة المبرمجة)
تعرف أيضا باسم الكبسولة المبرمجة، وهي من أحدث الابتكارات غير الجراحية لفقدان الوزن، وتمتاز بعدة خصائص تجعلها اختيار سهل ومناسب للكثيرين:
1. أصل صناعتها: منتج أمريكي معتمد عالمياً، مصنوع من مواد آمنة لا تسبب تهيجاً لجدار المعدة.
2. آلية الاستخدام: يتم ابتلاع الكبسولة بكوب ماء مثل أي دواء عادي، دون الحاجة إلى جراحة أو منظار أو تخدير.
3. طريقة الانتفاخ: بعد بلعها، يتم نفخ الكبسولة بسائل خاص عبر أنبوبة دقيقة متصلة بها، ثم يسحب الصمام من الفم.
4. آلية عملها: تتحول الكبسولة بعد الانتفاخ إلى بالون داخل المعدة يعمل بنفس طريقة بالون المعدة التقليدي، حيث يقلل من حجم الوجبة ويمنح إحساساً سريعاً بالشبع.
5. مدة البقاء: تبقى في المعدة نحو 4 أشهر فقط، ثم تتحلل تلقائياً وتخرج من الجسم عبر البراز دون الحاجة إلى أي تدخل طبي.
6. المستفيدون منها: مثل بالون المعدة، فهي مناسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة البسيطة ومؤشر كتلة جسم أقل من 30.
أيهما أفضل: بالون المعدة أم الكبسولة الذكية؟
من خلال المقارنة، نجد أن الكبسولة الذكية أكثر سهولة وأماناً، حيث لا تحتاج إلى منظار أو تخدير أو دخول غرفة العمليات، مما يجعلها خياراً مريحاً للمريض والطبيب معاً.
لكن، يبقى القرار النهائي مع الطبيب المختص الذي يحدد الطريقة المناسبة وفقاً لحالة المريض. ففي بعض الحالات قد يوصي الطبيب بتركيب بالون المعدة بالمنظار لتحقيق نتائج أفضل وأكثر دقة.
علاقة بالون المعدة والكبسولة الذكية بالسمنة المفرطة.
من المهم التأكيد أن كلّاً من بالون المعدة والكبسولة الذكية مخصصان لمرضى السمنة البسيطة فقط، أي من لديهم زيادة وزن محدودة.
أما مرضى السمنة المفرطة الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 30، فغالباً لا تحقق هذه الإجراءات نتائج طويلة المدى، وقد يعود الوزن للزيادة سريع ولهذا يصح هؤلاء المرضى بعمليات أكثر فاعلية مثل:
- تكميم المعدة
- تحويل المسار
- الساسي
- التكميم الدقيق
- التكميم البكيني
هل تتوفر الكبسولة الذكية في الصيدليات؟
الإجابة: لا، الكبسولة الذكية لا تباع في الصيدليات، بل تُعطى حصرياً من خلال جراح السمنة داخل العيادة.
ويعود السبب إلى أن ملء الكبسولة بالسائل وسحب الصمام من الفم يحتاج إلى خبرة طبية دقيقة لحماية المريض من أي مضاعفات محتملة بعد تركيب بالون المعدة
مثل أي إجراء طبي قد يحمل بعض المخاطر إذا لم يُجرَ على يد جراح متخصص، ومن أبرز المضاعفات المحتملة:
1. تهيج في جدار المعدة قد يصل في بعض الحالات إلى نزيف.
2. مغص مع الشعور بالغثيان أو القيء في الأيام الأولى.
3. احتمالية نادرة لنمو البكتيريا داخل المحلول الطبي الموجود في البالون مما قد يسبب عدوى أو ارتفاع حرارة.
4. تلف البالون نتيجة الإفرازات الهضمية إذا كانت خامته ضعيفة أو عند تركه لأكثر من المدة المحددة.
خلاصة القول، بالون المعدة إجراء بسيط، لكنه يتطلب منظار وتخدير موضعي، ويظل في المعدة لفترة أطول.
أما الكبسولة الذكية ابتكار متطور، لا يحتاج إلى منظار أو جراحة أو تخدير، وتتحلل تلقائياً بعد 4 أشهر ويبقى الاختيار الأمثل بينهما قرار طبيب يتخذه جراح السمنة بعد تقييم الحالة بشكل شامل.