أجرى علماء من مستشفى Mass General Brigham دراسة حديثة على عينة مؤلفة من 3000 شخص لمدة 20 عام تركز على توقيت وجبة الإفطار وتأثيرها على صحة الإنسان، وقد كشفت الدراسة وجود علاقة وثيقة بينهما تحديدًا مع تقدم السن.

فقد كشفت الدراسة أن الملتزمين بتناول الإفطار بوقت متأخر يضاعف احتمالية الاكتئاب وأمراض الفم، كما تزداد معدلات الوفيات، فإن في كل ساعة تأخير للإفطار تكون احتمالية الوفاة أعلى بنسبة 10% تقريبًا، مع اعتبار أنماط الحياة والعديد من العوامل المؤثرة لها علاقة أيضًا.

تأثير تأخير وجبة الإفطار على الصحة النفسية والجسدية

يشار إلى أن الدكتور حسن داشتي المشرف الرئيسي للدراسة أكد أن توقيت الوجبات قد يكون ناقوس خطر مبكر على مشاكل صحية خفية في الشيخوخة.

إذ يؤدي لاضطراب الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، بالتالي اختلال جودة النوم ومستويات إفراز الهرمونات، وأيضًا التمثيل الغذائي؛ بالتالي سوء الهضم وتدني الطاقة واضطراب السكر في الدم.

ليس ذلك فحسب؛ بل أن إلغاء وجبة الإفطار أو تأخيرها يسهم في إضعاف الذاكرة وتشتت انتباهك، فإن القدرة على حل المشكلة والتركيز يصبح أقل كفاءة، ويصبح أكثر توتر وعصبية إثر تدني مستوى السكر في الدم.

الأشياء التي تضيع عليك عند وجبة الفطار

هل تعرف ان جسمك يشبه سيارة تحتاج وقود في الصباح؟ ملايين الناس حول العالم يبدؤون يومهم بكوب قهوة سريع وهم يجرون نحو اعمالهم، متجاهلين وجبة تعتبر من اهم الوجبات في اليوم. لكن هل فكرت يوما بما يحدث لجسمك حين تتركه يعمل على "البطارية الاحتياطية" لساعات طويلة؟

 لماذا نهرب من الفطار؟

الحياة العصرية جعلتنا نشعر وكأن الوقت يجري بسرعة الضوء. نستيقظ متأخرين، نقفز من السرير مباشرة للحمام، ثم نخرج وعقولنا مشغولة بمهام اليوم. البعض يقول "انا لست جائع في الصباح" والحقيقة ان هذا امر طبيعي احيانا، خاصة اذا كنت تتناول العشاء متأخرا او تشرب القهوة على معدة فارغة.

لكن هناك شيء مثير للاهتمام - جسمك بعد سنوات من اهمال وجبة الفطار، يتوقف عن ارسال اشارات الجوع في الصباح لانه "تعلم" انك لن تستجيب لها!

الخسائر الخفية التي لا تراها

1. طاقة ناقصة طوال اليوم

تخيل ان جسمك كان يعمل طوال الليل مثل مصنع صغير، يستهلك الطاقة المخزونة في الكبد. عند الصباح، تكون هذه المخازن شبه فارغة. حين تتجاهل الفطار، يبدأ جسمك في "حرق" الدهون بطريقة غير مكتملة، مما يجعلك تشعر بتعب غامض يلازمك باقي اليوم دون ان تعرف السبب.

الاشخاص الذين يتناولون فطار صحي يكونون اكثر نشاطا في الصباح. وهذا ليس مجرد شعور، بل حقيقة علمية. جسمهم يحصل على الوقود المناسب فيعمل بكفاءة اعلى.

 2. عقل مشتت وذاكرة ضعيفة

دماغك يستهلك حوالي 20% من طاقة جسمك، ومعظم هذه الطاقة تأتي من الغلوكوز. عندما تحرم دماغك من وجبة الفطار، فأنت تحرمه من وقوده الاساسي النتيجة؟ 

- صعوبة في التركيز

- بطء في اتخاذ القرارات  

- ضعف في الذاكرة قصيرة المدى

- شعور بالخمول الذهني

الطلاب الذين يتناولون الفطار يحصلون على درجات اعلى في الامتحانات - وهذا ليس صدفة.

3. نقص في العناصر الحيوية

وجبة الفطار مثل "حقيبة فيتامينات" طبيعية تحتوي على:

- الكالسيوم: لعظام قوية

- الحديد: لدم صحي

- فيتامين ب: لطاقة مستمرة

- الالياف: لهضم سليم

- حمض الفوليك: خاصة مهم للنساء

الاشخاص الذين يتجاهلون الفطار نادرا ما يعوضون هذه العناصر في بقية اليوم.

المشاكل طويلة المدى

1. زيادة الوزن المفاجئة 

يبدو الامر متناقضا، لكن ترك الفطار قد يزيد وزنك! لماذا؟ لان الجسم الجائع يدخل في "وضع الطوارئ" ويبدأ بتخزين الدهون. كما انك ستشعر بجوع شديد في وقت لاحق وتأكل كميات اكبر، غالبا من اطعمة غير صحية.

2. مشاكل صحية خطيرة

الدراسات تظهر ان الاشخاص الذين يتركون الفطار بانتظام اكثر عرضة لـ:

- السكري النوع الثاني

- امراض القلب

- ارتفاع الضغط

- مشاكل الايض

 كيف تعيد تدريب جسمك على الفطار؟

ابدأ بخطوات بسيطة

لا تحاول تغيير عادات سنوات في يوم واحد. ابدأ بشيء خفيف:

- موزة مع القهوة

- كوب لبن او زبادي

- قطعة خبز مع العسل

- عصير طبيعي

من قال ان الفطار يجب ان يكون بيض ونقانق؟ جرب:

- بقايا طعام الامس (لماذا لا؟)

- فواكه مقطعة مع المكسرات

- عصير اخضر

- شطيرة ديك رومي

- مخفوق بروتين

 حضر الفطار من الليل

اعد تحضير شيء بسيط في المساء حتى تجده جاهزا في الصباح.

نصائح عملية لفطار صحي

1. خطوات الإفطار لأفراد المشغولين

- احضر معك تفاحة ولوز

- مخفوق بروتين في زجاجة

- خبز محمص مع زبدة فول سوداني

- تمر مع حليب

2.خطوات يجب إتباعها لمن لا يشعرون بالجوع

- ابدأ بشيء سائل (عصير، لبن)

- تناول شيء صغير كل 15 دقيقة

- اشرب ماء اولا لتنشيط المعدة

الفطار ليس عدوا للحمية، بل حليف! وجبة فطار صحية تمنعك من الافراط في الأكل لاحقا.

أسئلة شائعة حول تأخير وجبة الإفطار 

هل القهوة تكفي كفطار؟

لا، القهوة مشروب منبه وليس غذاء. تحتاج لشيء يحتوي على كربوهيدرات وبروتين.

ماذا لو لم أشعر بالجوع؟

هذا طبيعي في البداية. ابدأ بشيء خفيف جدا وتدريجيا ستعود شهيتك في الصباح.

هل يمكن تناول الحلويات في الفطار؟

أحيانا لا بأس، لكن الأفضل دمج الحلوى مع بروتين (مثل البان كيك مع اللبن).

كم من الوقت يحتاج الجسم ليعتاد على الفطار؟

عادة أسبوعين إلى شهر، وستبدأ تشعر بتحسن خلال أيام قليلة.

هل الفطار ضروري لكل الأعمار؟

نعم، لكنه أكثر أهمية للأطفال والمراهقين لأنهم في مرحلة نمو.

خلاصة القول، وجبة الفطار ليست مجرد طعام تتناوله في الصباح، بل استثمار في صحتك وطاقتك ومزاجك طوال اليوم. لا تحتاج لوجبة معقدة، وشيء بسيط ومغذي يكفي. بالطبع جسمك سيشكرك على هذا القرار، وستلاحظ الفرق في قدرتك على التركيز والانتاج والشعور بالحيوية.