أن الحفاظ على صحة الدماغ يعتبر أمرًا هامًا في حياتنا اليومية، حيث يسعى الكثير من كبار السن للحفاظ على عادات يومية لصحة الدماغ، ليصبح أكثر حيوية ونشاطًا أثناء تعاملهم مع الآخرين.
مما لاشك فيه، تعاني فئة كبيرة من كبار السن بحالات مرضية تتعلق بالمخ والدماغ، والتي من أبرزها الزهايمر والخرف وعدم الاستيعاب الجيد لحديث الآخرين، لذلك اليوم أصحاب الأعمال الهامة والمناصب الاجتماعية يرغبون في الحفاظ على التركيز والحفاظ على مستوى ذاكرتهم أثناء ممارسة أعمالهم، فيسعون بكامل جهدهم إلى الحصول على عقل شاب نشط بغض النظر عن أعمارهم.
جراح أعصاب يكشف عادات يومية صحية لصحة الدماغ
كشف جراح الأعصاب الدكتور براشانت كاتاكول عن أهمية العادات اليومية لصحة الدماغ، ودورها الفعال في دعم نشاط الدماغ وتعزيز قدراته بعد سنوات طويلة من الخبرة في علاج المرضى خاصة كبار السن.
ومن هنا توصل الدكتور أن تعلم مهارة كل يوم يعتبر حلًا مثاليًا في تعزيز النمو العقلي، كما أن المشي يجعل العقل أكثر شباب وصحة.
وأشار الطبيب براشانت أيضًا إلى ضرورة ممارسة تمارين التنفس بشكل يومي قائلًا "تنفس كما لو أن حياتك تعتمد على ذلك، لأنها هي كذلك حقاً"، وأوضح عن دورها الفعال على تنشط الدماغ والحفاظ على شباب العقل.
وأضاف أيضًا على أهمية تمارين اليوغا والجلوس بشكل مريح وأخذ نفس عميق والتركيز أمامك، ثم الاستنشاق أربع عدات مع الحبس للأنفاس أربع عدات أخرى، والزفر مرة أخرى أربع عدات، وأخيرًا تهدئة العقل ليصبح أكثر قوة ومرونة.
من جانبه، كشف الطبيب عن عادة أخرى في تنشيط الأوعية الدماغية وهي التواصل، حيث كشف قائلًا: " ابنِ دائرة معارفك، لا عضلاتك فقط".
هنا يكشف الدكتور عن خطورة العزلة على العقل البشري، وأنها تؤذي الدماغ كما يؤذي الطعام الضار الإنسان، ونصح في آخر حديثه عن الاتصال بالأصدقاء أو الانضمام إلى مجموعة جديدة للنقاش والتحدث، والاستمرار في الضحك والمرح، بجانب التواصل مع الأقرباء.
من هنا تتلخص نصائحه حول التالي:
- التواصل مع أفراد المجتمع.
- ممارسة تمارين الجلوس "اليوغا".
- التنفس من خلال عمليتي الشهيق والزفير.
- الابتعاد عن العزلة والوحدة.
- ممارسة الرياضة وخاصة تمارين المشي.
هل تؤثر الشيخوخة على صحة الدماغ؟
لا شك أن الحياة تؤثر على معدل الشيخوخة، وبالتالي يتأخر الدماغ بمعدل التقدم في العمر، لكن يختلف ذلك من شخص إلى آخر، حيث هناك أشخاص أكبر عمرًا لكن عقولهم أكثر شبابًا، وذلك لاهتمامهم الشديد بوعيهم العقلي، وممارسة عادات صحية وإيجابية تعزز من تنشيط العقل.
وحسب ما ذكره معهد كارولينسكا، وجامعة غوتنبرغ في السويد، أن فريق بحثي في الإشارات البيولوجية المختلفة قدر عمر الدماغ للأشخاص الذين تصل أعمارهم إلى 70 عاماً لا يعانون من ضعف الإدراك. وتم الاختبار على أكثر من 738 شخص.
بناءً على هذه التجربة، برز أهمية صحة الأوعية الدموية للحفاظ على الصحة العقلية، حيث كان ذلك نتيجة التالي:
- ممارسة هؤلاء الأفراد نشاط بدني منتظم.
- الالتزام بنظام غذائي صحي.
- الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم.
- عدم التدخين أو تناول أي نوع من المخدرات التي تدمر الجسم قبل العقل.
رأي أطباء ومختصين آخرين
كشفت دراسات حديثة عن ارتباط النشاط البدني والحركي بالصحة العقلية لدى كبار السن، وعلاقة ذلك بالإصابة بمرض السكري، أو السكتة الدماغية، بجانب ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم.
من ناحيتها، أوضحت بجانب ذلك عن الاختلافات بين النساء والرجال، وكشفت أن مستويات الجلوكوز تحدث فرقًا أكبر في الصحة الذهنية وعمره لدى الرجال.
من جانب آخر، كشف اختصاصي الشيخوخة السريرية، إريك ويستمان، أن النظام الحديث في الحفاظ على إدراك العقل، وتُعد تلك الدراسة قوية ودقيقة وسهلة الاستخدام، وأضاف أن الخوارزمية تعتبر أداة بحثية تحتاج لمزيد من التقييم، ولكن الهدف الرئيسي هو أن يكون لها تأثير فعال في المستقبل.
رأي آنا مارسيجليا العلمي على صحة الدماغ
في نفس السياق، تقول عالمة الأعصاب، آنا مارسيجليا، إن أبرز العوامل المؤثرة على العقل الذهني تكمن في التأثير السلبي على صحة الأوعية الدموية، مما يجعل بعض الأدمغة أكبر سناً.
من ناحيتها، صرحت آنا أنه بالرغم من تطور الأدوية لعلاج مرض الزهايمر، إلا أنها لن تساعد جميع الأفراد الذين يعانون من الخرف، لذلك نبحث بقصارى جهدنا حول دراسة تعزز من مرونة الدماغ ضد عمليات الشيخوخة.
وأضافت أنه وفقًا للاختلافات الواضحة بين الرجال والنساء يسعي فريقنا في طرق تطوير المرونة العقلية وصحة شباب العقل، وذلك من خلال دراسة مخصصة على الهرمونات البيولوجية والعوامل الاجتماعية والثقافية.
وأكملت مارسيجليا قائلة " خلال العام المقبل، سنكشف عن دراسة فهم تتعلق بتأثير الصحة الاجتماعية على صحة الدماغ وأهميتها، ودور كل من الترابط والدعم الاجتماعي في منتصف وتقدم العمر على العقل، بجانب تأثير النوم والتوتر على مرونة الدماغ، وسنبحث بشكل دقيق في صحة عقل المرأة.