أخبار السعودية أخبار عالمية أخبار الخليج مشاهير و فن رياضة تكنولوجيا منوعات الالعاب إقتصاد

رحيل الإعلامية يمنى شري بعد صراع صامت بعد مرض سرطان الرئة

  رحيل الإعلامية يمنى شري بعد صراع صامت بعد مرض سرطان الرئة
رحيل الإعلامية يمنى شري بعد صراع صامت بعد مرض سرطان الرئة

في صباح اليوم الخميس الموافق 18 سبتمبر 2025، أسدل الستار على قصة إعلامية لبنانية مميزة، حين غيبت أيدي القدر الإعلامية يمنى شري عن عمر 55 عاماً، بعد صراع طويل وصامت مع مرض سرطان الرئة. 

لكن رحيل الإعلامية يمنى شري لم يكن مجرد خبر عابر في وسائل الإعلام، بل نهاية لرحلة إنسانة تركت بصمتها العميقة في قلوب جيل كامل من المشاهدين.

 

حب جماهيري وإقبال عليها في البيوت العربية

قد تكون هناك وجوه إعلامية كثيرة عبرت شاشاتنا عبر السنين، لكن يمنى شري كانت استثناءً حقيقياً. لم تكن مجرد مذيعة تقرأ النصوص أو تقدم البرامج بآلية باردة، بل كانت تمتلك تلك الخاصية النادرة التي تجعل الإنسان يشعر وكأنها صديقة قديمة تحدثه من داخل الشاشة.

بدأت مسيرتها المهنية في إذاعة "صوت الشعب"، تلك المحطة التي كانت بمثابة المدرسة الأولى لكثير من الإعلاميين اللبنانيين.

من هناك، من أروقة الإذاعة المتواضعة، انطلقت شابة في العشرينيات من عمرها تحمل أحلاماً كبيرة وصوتاً دافئاً ليس له مثيل.

التسعينيات.. مجد الإعلامية يمنى شري 

عندما نتحدث عن رحيل الإعلامية يمنى شري، فإننا نتحدث عن نهاية حقبة كاملة من الإعلام العربي.

كانت التسعينيات فترة استثنائية في تاريخ الفضائيات اللبنانية، حين كان التلفزيون اللبناني يصدّر إبداعه إلى كامل العالم العربي دون منازع.

في تلك الفترة الذهبية، كان تلفزيون المستقبل منارة إعلامية حقيقية، ووسط كل تلك النجوم اللامعة، برزت يمنى شري كواحدة من ألمع الوجوه، لم تكن نجمة عادية، بل كانت تمثل روح ذلك العصر وطموحاته.

برامجها مثل "طل القمر" و"ليل وقمر ونجوم" و"عالم الصباح" لم تكن مجرد برامج تلفزيونية، بل كانت طقوساً يومية للعائلات العربية.

كان الناس ينتظرونها، يتابعونها، ويشعرون بألفة حقيقية مع هذه المرأة التي تحدثهم بعفوية وصدق.

ما الذي ميز الإعلامية يمنى شري في عصرها؟ 

ما يميز قصة رحيل الإعلامية يمنى شري هو أنها لم تكن مجرد وجه تلفزيوني، بل شخصية متكاملة ومعقدة.

وُلدت في بيروت عام 1970 لعائلة أكاديمية محترمة - والدها أستاذ في التاريخ ووالدتها أستاذة في الأدب العربي.

هذه البيئة الثقافية الثرية انعكست بوضوح على شخصيتها المهنية فيما بعد.

درست الأدب الفرنسي في جامعة القديس يوسف، ثم تخصصت في الإعلام في الجامعة اللبنانية.

لكن الشهادات الجامعية وحدها لم تصنع يمنى شري التي عرفناها.

كان هناك شيء أعمق وأكثر أصالة في شخصيتها جعلها تتميز عن غيرها من الإعلاميين.

أبرز النجاحات للإعلامية يمنى شري

  1. البداية في إذاعة "صوت الشعب" في أوائل التسعينيات
  2. الانتقال إلى تلفزيون المستقبل وتحقيق النجومية
  3. تقديم برامج متنوعة جمعت بين الترفيه والثقافة
  4. خوض تجربة التمثيل في أعمال درامية مختلفة
  5. الانتقال للعيش في كندا والاستمرار في العمل الإعلامي

 

لماذا حزن الشعب اللبناني على رحيل الإعلامية يمنى شري؟ 

لأنها تُعد أكثر من مجرد مذيعة في وقت كانت فيه معظم البرامج التلفزيونية تتبع قوالب جامدة ومحددة سلفاً، جاءت يمنى شري لتكسر هذه القوالب.

كانت تمزج بين الجدية والمرح، بين الثقافة والترفيه، بين المحلي والعربي، بطريقة طبيعية وغير متكلفة.

لم تقتصر موهبتها على التقديم فقط، بل امتدت إلى التمثيل أيضاً.

شاركت في أعمال درامية مثل "الباشا" عام 2019 و"هند خانم" عام 2020، مما أثبت تنوع مواهبها وقدرتها على التأقلم مع مختلف أشكال الفن.

 

رحلة صامتة مع المرض انتهت بوداع مؤلم

 

خلال الأشهر الأخيرة، خاضت يمنى شري معركة صامتة وشجاعة ضد مرض سرطان الرئة. لم تكن معركة سهلة، ولم تكن معركة علنية، حيث اختارت أن تواجه مرضها بكرامة وهدوء، بعيداً عن الأضواء والضجيج الإعلامي.

هذا الموقف الشجاع يعكس جانباً آخر من شخصية يمنى شري - القوة الداخلية والكرامة الإنسانية.

حتى في أصعب لحظاتها، حافظت على خصوصيتها وكرامتها، ولم تحول معاناتها إلى مادة إعلامية للاستهلاك العام.

عندما نتأمل رحيل الإعلامية يمنى شري، فإننا لا نتحدث فقط عن وفاة شخصية إعلامية، بل عن نهاية حقبة وذكريات جيل كامل.

كانت جزءاً من طفولة ومراهقة الكثيرين، كانت الصوت الذي يرافقهم في الصباح، والوجه الذي يستقبلهم عند عودتهم من المدرسة أو الجامعة.

من جهة أخرى، نعي عدد كبير من الفنانين رحيل يمنى، وكان أبرزهم نانسي عجرم، وإليسا، ونيشان وغيرهم، معبرين عن حزنهم الشديد. 

خلاصة القول، أن خبر رحيل الإعلامية يمنى شري أحدث صدمة حقيقية في الأوساط الإعلامية والفنية، والتي حولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى معرض مفتوح للذكريات والصور والكلمات المؤثرة.

كل منشور، كل تعليق، كل صورة قديمة تعيد نشرها، كانت بمثابة شاهد على التأثير العميق الذي تركته في حياة الناس.