كشفت تقارير صحفية أن شركة آبل دخلت في محادثات أولية مع جوجل لبحث إمكانية دمج نظام الذكاء الاصطناعي Gemini داخل المساعد الصوتي "سيري"، ضمن مشروع تطوير الجيل الجديد من المساعدات الذكية لديها، وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع تسعى من خلالها آبل إلى إعادة ابتكار "سيري" ليكون أكثر تفاعلاً وذكاءً، سواء عبر الاعتماد على تقنياتها الداخلية أو عبر شراكات مع مطورين خارجيين.
وبحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج، فقد طلبت آبل من جوجل تصميم نسخة خاصة من نموذجها تعمل على خوادم آمنة ضمن بنية "Private Cloud Compute"، ورغم أهمية هذه المباحثات، إلا أنها ما تزال في مراحلها الأولى ولم تسفر حتى الآن عن اتفاق رسمي.
اللافت أن آبل لم تحصر مفاوضاتها بجوجل فقط، إذ تواصلت أيضاً مع OpenAI وAnthropic لاختبار أكثر من نموذج مختلف، بعضها يعتمد على تقنياتها الخاصة وأخرى على شركاء خارجيين، وتهدف الشركة إلى تقديم نسخة من "سيري" توصف بالجيل الثاني، مع خصائص شخصية أوسع ضمن مظلة Apple Intelligence، والمتوقع أن تبدأ بالظهور مع نظام iOS 18.
ورغم أن شركة Anthropic كانت الأقرب في البداية لتوقيع اتفاق، فإن التكلفة دفعت آبل للبحث عن بدائل، بينما دخلت OpenAI على خط المنافسة، دون التوصل إلى قرار نهائي، ووجود جوجل في الصورة يضيف بعدًا استراتيجيًا مهمًا، خصوصًا أن العلاقة التجارية بين الطرفين معقدة أصلًا بسبب اتفاقيات البحث الافتراضي، وهو ما قد يثير بدوره قضايا تتعلق بمكافحة الاحتكار.
والتقارير تشير إلى أن النسخة الجديدة من سيري المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد لا تصل للمستخدمين قبل ربيع 2026، تزامنًا مع إطلاق آيفون 17، حيث تواصل آبل اختبار النماذج المتاحة لضمان تقديم أفضل تجربة ممكنة دون الإضرار بخصوصية المستخدمين.
لماذا اختارت جوجل دمج "Gemini" لتحديث سيري قبل طرح آيفون 17؟
بينما كانت شركة آبل تخطط لتغيير مفاجئ في تجربة مستخدم عبر الذكاء الاصطناعي، كان اختيارها الأوحد على تطبيق أو منصة الذكاء الاصطناعي Gemini المقدم من جوجل في الإصدار الجديد من مساعدها الصوتي سيري، ويرجع السبب إلى رغبتها الشديدة في المنافسة بالسوق التكنولوجي، وتدرس الشركة جوانب الطريقة التي ستؤثر على الاستراتيجية الرقمية مستقبلًا.